• خطبه ها
  • خطبه غراء
مترجم : سید علی نقی فیض الاسلام

خطبه غراء

« 182»

(82) (و من خطبة له ( عليه‏السلام  )) (و تسمى بالغراء و هي من الخطب العجيبة) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وَ فَضْلٍ وَ كَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ وَ أَزْلٍ أَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ أُومِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً وَ أَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً وَ أَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ((صلى‏ الله‏ عليه‏ و آله)) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ

« 183»

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي ضَرَبَ لَكُمُ الْأَمْثَالَ وَ وَقَّتَ لَكُمُ الْآجَالَ وَ أَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ وَ أَرْفَغَ لَكُمُ الْمَعَاشَ وَ أَحَاطَ بِكُمُ الْإِحْصَاءَ وَ أَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ أَنْذَرَكُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَأَحْصَاكُمْ عَدَداً وَ وَظَّفَ لَكُمْ مُدَداً فِي قَرَارِ خِبْرَةٍ وَ دَارِ عِبْرَةٍ أَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِيهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّ الدُّنْيَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا يُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ يُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ  

« 184»

وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلٌّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَأَنَّ نَاكِرُهَا قَمَصَتْ بِأَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِأَحْبُلِهَا وَ أَقْصَدَتْ بِأَسْهُمِهَا وَ أَعْلَقَتِ الْمَرْءَ أَوْهَاقَ الْمَنِيَّةِ قَائِدَةً لَهُ إِلَى ضَنْكِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَةِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَايَنَةِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ وَ كَذَلِكَ الْخَلَفُ يَعْقِبُ السَّلَفَ لَا تُقْلِعُ الْمَنِيَّةُ اخْتِرَاماً وَ لَا يَرْعَوِي الْبَاقُونَ اجْتِرَاماً يَحْتَذُونَ مِثَالًا وَ يَمْضُونَ أَرْسَالًا إِلَى غَايَةِ الِانْتِهَاءِ وَ صَيُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْأُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ أَزِفَ النُّشُورُ أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِيلًا صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي عَلَيْهِمْ لَبُوسُ الِاسْتِكَانَةِ وَ ضَرَعُ الِاسْتِسْلَامِ وَ الذِّلَّةِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ وَ انْقَطَعَ الْأَمَلُ وَ هَوَتِ الْأَفْئِدَةُ كَاظِمَةً وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ مُهَيْنِمَةً وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ أُرْعِدَتِ الْأَسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ  

« 186»

عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَاراً وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَاراً وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَاراً وَ مُضَمَّنُونَ أَجْدَاثاً وَ كَائِنُونَ رُفَاتاً وَ مَبْعُوثُونَ أَفْرَاداً وَ مَدِينُونَ جَزَاءً وَ مُمَيَّزُونَ حِسَاباً قَدْ أُمْهِلُوا فِي طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ كُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِيَادِ وَ رَوِيَّةِ الِارْتِيَادِ وَ أَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِي مُدَّةِ الْأَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ فَيَا لَهَا أَمْثَالًا صَائِبَةً وَ مَوَاعِظَ شَافِيَةً لَوْ صَادَفَتْ‏  

« 187»

قُلُوباً زَاكِيَةً وَ أَسْمَاعاً وَاعِيَةً وَ آرَاءً عَازِمَةً وَ أَلْبَاباً حَازِمَةً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ أَيْقَنَ فَأَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ أَجَابَ فَأَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ أُرِيَ فَرَأَى فَأَسْرَعَ طَالِباً وَ نَجَا هَارِباً فَأَفَادَ ذَخِيرَةً وَ أَطَابَ سَرِيرَةً وَ عَمَّرَ مَعَاداً وَ اسْتَظْهَرَ زَاداً لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَ وَجْهِ سَبِيلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جَهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ  

« 189»

(و منها)جَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا وَ أَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ أَشْلَاءً جَامِعَةً لِأَعْضَائِهَا مُلَائِمَةً لِأَحْنَائِهَا فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَةٍ لِأَرْزَاقِهَا فِي مُجَلِّلَاتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ وَ قَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ وَ خَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلَاقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خِنَاقِهِمْ أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ يَمْهَدُوا فِي سَلَامَةِ الْأَبْدَانِ وَ لَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ الْأَوَانِ فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلَّا حَوَانِيَ الْهَرَمِ وَ أَهْلُ غَضَارَةِ الصِّحَّةِ إِلَّا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ أَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلَّا آوِنَةَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ وَ أُزُوفِ الِانْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ أَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الِاسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ وَ الْأَقْرِبَاءِ وَ الْأَعِزَّةِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْأَقَارِبُ أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِي مَحَلَّةِ الْأَمْوَاتِ رَهِيناً وَ فِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ أَبْلَتِ النَّوَاهِكُ جِدَّتَهُ  

« 190»

وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْأَجْسَادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْأَرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا مُوقِنَةً بِغَيْبِ أَنْبَائِهَا لَا تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لَا تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَيِّئِ زَلَلِهَا أَ وَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْأَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا لَاهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِكَةٌ فِي غَيْرِ مِضْمَارِهَا كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا وَ كَأَنَّ الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا  

« 192»

وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ أَهَاوِيلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ أَهْوَالِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ وَ أَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ أَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ أَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ أَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ وَ تَنَكَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ وَ سَلَكَ أَقْصَدَ الْمَسَالِكِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلَاتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْأُمُورِ ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى وَ رَاحَةِ النُّعْمَى فِي أَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ يَوْمِهِ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِيداً وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَةِ سَعِيداً وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ أَكْمَشَ فِي مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِي طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قَدَماً أَمَامَهُ فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَ نَوَالًا وَ كَفَى بِالنَّارِ عِقَاباً وَ وَبَالًا وَ كَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِماً وَ نَصِيراً وَ كَفَى بِالْكِتَابِ حَجِيجاً وَ خَصِيماً  

« 194»

أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي أَعْذَرَ بِمَا أَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً وَ نَفَثَ فِي الْآذَانِ نَجِيّاً فَأَضَلَّ وَ أَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِينَتَهُ أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا أَمَّنَ « 195» (و منها) (في صفة خلق الإنسان) أَمْ هَذَا الَّذِي أَنْشَأَهُ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْأَسْتَارِ نُطْفَةً دِهَاقاً وَ عَلَقَةً مُحَاقاً وَ جَنِيناً وَ رَاضِعاً وَ وَلِيداً وَ يَافِعاً ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً وَ لِسَاناً لَافِظاً وَ بَصَراً لَاحِظاً لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً وَ يُقْصِرُ مُزْدَجِراً حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَكْبِراً وَ خَبَطَ سَادِراً مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ كَادِحاً سَعْياً لِدُنْيَاهُ فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ أَرَبِهِ لَا يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً وَ لَا يَخْشَعُ تَقِيَّةً فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً وَ عَاشَ فِي هَفْوَتِهِ يَسِيراً لَمْ يُفِدْ عِوَضاً وَ لَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِراً وَ بَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ الْآلَامِ وَ طَوَارِقِ الْأَوْجَاعِ وَ الْأَسْقَامِ  

« 196»

بَيْنَ أَخٍ شَقِيقٍ وَ وَالِدٍ شَفِيقٍ وَ دَاعِيَةٍ بِالْوَيْلِ جَزَعاً وَ لَادِمَةٍ لِلصَّدْرِ قَلَقاً وَ الْمَرْءُ فِي سَكْرَةٍ مُلْهِيَةٍ وَ غَمْرَةٍ كَارِثَةٍ وَ أَنَّةٍ مُوجِعَةٍ وَ جَذْبَةٍ مُكْرِبَةٍ وَ سَوْقَةٍ مُتْعِبَةٍ ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً وَ جُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الْأَعْوَادِ رَجِيعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَةُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَةِ الِامْتِحَانِ وَ أَعْظَمُ مَا هُنَالِكَ بَلِيَّةً نُزُولُ الْحَمِيمِ وَ تَصْلِيَةُ الْجَحِيمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِيرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِيرِ لَا فَتْرَةٌ مُرِيحَةٌ وَ لَا دَعَةٌ مُزِيحَةٌ وَ لَا قُوَّةٌ حَاجِزَةٌ وَ لَا مَوْتَةٌ نَاجِزَةٌ وَ لَا سِنَةٌ مُسْلِيَةٌ بَيْنَ أَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ  

« 198»

عِبَادَ اللَّهِ أَيْنَ الَّذِينَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ أُنْظِرُوا فَلَهُوا وَ سَلِمُوا فَنَسُوا أُمْهِلُوا طَوِيلًا وَ مُنِحُوا جَمِيلًا وَ حُذِّرُوا أَلِيماً وَ وُعِدُوا جَسِيماً احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَةَ وَ الْعُيُوبَ الْمُسْخِطَةَ أُولِي الْأَبْصَارِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْعَافِيَةِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ أَوْ خَلَاصٍ أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلَاذٍ أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَحَارٍ أَمْ لَا  فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ‏أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ أَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِيدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّراً عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِي فَيْنَةِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَةِ الْأَجْسَادِ وَ بَاحَةِ الِاحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِيَّةِ وَ أُنُفِ الْمَشِيَّةِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَةِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ قَبْلَ الضَّنْكِ و  

« 199»

الْمَضِيقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ . و في الخبر أنه (( عليه‏ السلام  )) لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود و بكت العيون و رجفت القلوب و من الناس من يسمي هذه الخطبة الغراء .

 


ص183

از خطبه‏ هاى آن حضرت عليه السّلام است كه آنرا خطبه غرّاء (نورانى و برجسته) مى‏ نامند، و آن از خطبه‏ هاى شگفت آور است: قسمت أول خطبه (1) سپاس خداوندى را سزا است كه به قدرت و توانائى خود (به همه اشياء) غالب، و بفضل و احسانش (بهر چيز) نزديك است، بخشنده است هر فائده و سودى را، و دفع كننده هر بلاى بزرگ و سخت، (2) بر احسانهاى پى در پى و نعمتهاى واسعه‏اش او را حمد مى‏نمايم، و باو ايمان مى‏ آوردم (هستى و يكتا بودنش را يقين دارم) كه اوّل (و مبدا اشياء) و (هستى او بر همه) هويدا است، و از او راه هدايت را مى ‏طلبم كه (بهمه) نزديك و راهنما است، و از او يارى مى ‏جويم كه غالب و توانا است (كه هر شرّى را از من دور و هر خيرى را بمن برساند) و باو توكّل مى ‏نمايم كه (مرا) كافى و ياور است، (3) و گواهى مى‏دهم كه محمّد صلّى اللّه عليه و آله بنده و فرستاده او است، فرستاده است او را براى انجام امر و فرمانش، و تبليغ حجّت و دليلش، و ترساندن (معصيت كاران را) از عذابش پيش از روز رستخيز.  ص184 قسمت دوم خطبه (4) بندگان خدا شما را سفارش مي كنم بتقوى و ترس از (عذاب) خدائى كه براى (رهنمايى)  ص185 شما (در قرآن كريم) مثلها زده (و حكايات بيان فرموده تا از غفلت بيرون آئيد) و اجلهاى شما را معلوم نموده، و لباسها (ى آدميّت) بشما پوشانيده (تا بر سائر مخلوقات برترى داشته باشيد) و در معيشت شما توسعه داده (وسائل راحتى را فراهم نموده) و به كردار شما (از نيك و بد و بزرگ و كوچك) احاطه دارد، و جزاى آنرا در كمين نهاده، و نعمتهاى بسيار و صله بيشمار بشما بخشيده، و بوسيله حجّتهاى آشكار (پيغمبران و كتب آسمانى) شما را (از عذاب) ترسانيده، و شما را (در امتحان و آزمايش) بشمار آورده (علم او به جزئىّ و كلّى گفتار و كردار شما احاطه دارد) و مدّت عمر و زندگانى شما را در دار آزمايش و سراى عبرت تعيين نموده، (5) و شما در دنيا امتحان مى‏شويد (تا نيكو كارانتان از بد كرداران تمييز داده شوند) و (در قيامت) بحساب آنچه كه در دنيا گفته و انجام داده‏ايد رسيدگى مي كنند، پس (بدنيا دل نبنديد كه) سر چشمه دنيا تيره و گل آلود است (و در نظر دنيا پرستان) منظره آن شگفت آور است، و در مورد امتحان و آزمايش هلاك و تباه مى‏سازد، (6) و فريبنده ‏اى است كه نيست ميشود، و روشنى است كه پنهان مى‏ گردد، و سايه ‏اى است كه زائل ميشود، و تكيه گاهى است كه رو به خرابى مى‏رود (ثبات و قرارى براى آن نيست) (7) تا هر گاه كسيكه (از روى) غريزه عقل) از آن دورى مي كرد و بآن دل نمى ‏بست، بآن انس گرفت و مطمئنّ گرديد، مانند اسب يا شتر، دنيا بپاى خود باو لگد افكند (تا او را بر زمين زند) و به دامهايش (كه در راه گسترده) او را شكار كند، و به تيرهايش (كه در كمان نهاده) او را هلاك سازد، و ريسمانهاى مرگ (بيماريهاى گوناگون و سختيها) را به گردن مرد (شجاع و دلير) مى ‏اندازند، و او را به خوابگاه تنگ (قبر) و باز گشتگاه ترسناك (آخرت) و ديدن جايگاه هميشگى (بهشت يا دوزخ) و جزاى كردار (نيك يابد) مى‏كشاند، (8) و همين طور است رفتار دنيا با كسانيكه در آينده مى‏آيند، و جانشين پيشينيان هستند: مرگ از هلاك كردن (آنها و بيچاره و كردنشان) باز نمى‏ايستد، و بازماندگان، از ارتكاب گناه دست باز نداشته پشيمان نمى‏شوند، و از رفتار گذشتگان پيروى مى‏نمايند، و پى در پى (مى‏آيند و) مى‏گذرند تا پايان فناء و نيستى منتهى ميشود (همه بميرند) (9) پس هر گاه (بر اثر مرگ خلائق) رشته كارها از هم گسيخت و روزگار سپرى گرديد و انگيختن مردم نزديك شد (قيامت بر پا گرديد) خداوند آنان را  

 ص186

از ميان قبرها و آشيانه پرندگان (اگر آنها را خورده باشند) و لانه درندگان (اگر ايشان را طعمه خود كرده باشند) و ميدانهاى جنگ (اگر كشته شده باشند) بيرون مى‏آورد، در حالتى كه آماده انجام امر و فرمان حقّ تعالى بوده بسوى معاد و جاى بازگشت كه خداوند براى آنها قرار داده بسرعت و تندى مى‏روند، (10) گروهى ساكت و خاموش و ايستاده در صفّ مى‏باشند (كه بر نشستن و سخن گفتن توانائى ندارند) بينائى خداوند به همه آنان احاطه دارد (گفتار و كردار هيچيك از آنها در دنيا بر خداوند پوشيده نيست) و (چون براى حساب خوانده شوند) منادى صداى خود را بهمه مى‏شنواند، لباس خضوع و فروتنى و فرمانبردارى و ذلّت و خوارى (بر اثر هول و ترس آنروز) بر آنها پوشيده شود، (11) در آنروز مكر و حيله (كه در دنيا براى نجات از گرفتاريها بكار برده مى‏شد) بكار نيايد، و آرزو و بريده گردد، و (از ترس عذاب) دلها افسرده و غمگين باشد، و صداها با خشوع و فروتنى مخفى و آهسته گردد، و دهان پر از عرق ميشود (مانند لجام كه بدهان اسب باشد) و ترس (از كيفر گناهان) بى اندازه است و از هيبت صداى منادى براى تمييز حقّ از باطل و جزاى خير و شرّ و عقاب و كيفر و بخشيدن ثواب و پاداش، گوشها به لرزه در آيد.  

 ص187

قسمت سوم خطبه (مردمانى كه در رفتار دنيا را با آنها و چگونگى معاد و باز گشتشان را در قيامت بيان كرديم) (12) بندگانى هستند كه به قدرت (خداوند) خلق شده‏اند، و به اجبار پرورش يافته و دچار مرگ گرديده و در قبرها رفته و ريزه ريزه شده و به تنهايى (بدون اهل و مال) انگيخته و به جزا (ى گفتار و كردار نيك يابد) رسيده و از روى حساب و وارسى (نيكوكار از بد كردار) تمييز داده شده‏ اند (پس سزاوار است كه از خواب غفلت بيدار شده معصيت و نافرمانى نكنيد كه بعد از مردن پشيمانى سودى ندارد، زيرا مردم در دنيا) (13) براى رهائى از گمراهى مهلت داده شده ‏اند و (بوسيله پيغمبران) براه راست هدايت گرديده‏اند و فرصت بآنها داده شده مانند فرصتى كه مى ‏دهند بكسيكه رضاء و خوشنودى ناراضى از خود را جلب نمايد، و تاريكى‏هاى شبهات (نادانى و گمراهى بواسطه نعمت عقل و تبليغ انبياء)  

 ص188

از آنان برداشته شده است، و (در دنيا) بحال خود وا گذاشته شده‏اند براى آماده شدن مانند آماده كردن و لاغر نمودن اسبهاى نيكو را براى پيشى گرفتن در ميدان مسابقه و براى فكر و انديشه در بدست آوردن حقّ و حقيقت و براى شتاب نكردن جوينده در فرا گرفتن نور علم و دانش، در مدّت زندگانى تا رسيدن اجل كه فرصتى در دست است. (14) اى عجب و شگفت از اين مثلهاى صائب و راست (كه خطاء و اشتباهى در آنها نيست) و از اين پندهاى شفاء دهنده (بيماريهاى نادانى و گمراهى) اگر برخورد به دلهاى پاكيزه و گوشهاى شنوا و انديشه‏ هاى ثابت و عقلهاى استوار (كه صلاح و فساد را تشخيص مى‏دهد) (15) پس، از خدا بترسيد مانند ترسيدن كسيكه پند را شنيد و زير بار رفت و (از روى نادانى) مرتكب گناه شد و اعتراف نمود (توبه و بازگشت كرد) و (از معصيت و نافرمانى) ترسيده عمل نيكو بجا آورد (رضاى خدا و رسول را تحصيل كرد) و (از عذاب الهى) حذر نمود و (بطاعت و بندگى) شتافت و (بروز رستخيز) يقين حاصل نموده رفتار خود را (در دنيا) نيكو گردانيد و باو اندرز دادند (براه راست و رستگارى رهنمائيش نمودند) پذيرفت، و او را (از سختيهاى پس از مرگ) ترسانيدند و ترسيد (كارى نكرد كه بسختى مبتلى گردد) و (از معصيت و نافرمانى) منعش كردند و (از آن) دورى كرد، (16) و (فرمان خدا را) اجابت نمود، و (از گمراهى) دور شده، و (بعقل خويش) رجوع كرده، و (از گناهانى كه مرتكب شده) توبه و بازگشت نمود، و (به پيشوايان) اقتداء كرد، و (عينا از رويّه آنها) متابعت نمود، و راه راست باو نموده شد و آنرا ديد (در آن قدم نهاد) پس شتابان جوينده حقّ گرديد، و رستگار شد در حالتى كه (از نادانى و گمراهى) گريزان بود، و (براى روز رستخيز) ذخيره (براى هنگام نيازمندى) بدست آورد، و باطن خود را پاك گردانيد، و معاد و بازگشت را (به بناى تقوى و پرهيز كارى) آباد كرد، (17) و به توشه (بندگى خدا و خدمت بخلق) براى روز كوچ (از دنيا) و راه (سفر آخرت) و هنگام نيازمندى و جاى تنگدستى (قبر و قيامت) پشت خود را قوىّ نمود، و براى جايگاه هميشگى (آخرت) آن توشه را پيش از خود فرستاد، (18) پس اى بندگان خدا پرهيزكار شويد و قصد كنيد چيزى (عبادت و بندگى) را كه براى آن آفريده شده‏ايد، و از منتهى درجه چيزى (عذاب هميشگى) كه شما را ترسانيده بترسيد، و سزاوار گرديد از بهشتى را كه براى شما آماده ساخته بطلب وفاى وعده از او كه وعده او هميشه‏            

              ص 189

راست است و بجهة ترس از وحشت قيامت.  

ص190

قسمتى چهارم از اين خطبه (در بيان خلقت بدن انسان و ذكر نعمتهاى حقّ تعالى و ترسانيدن از هول و وحشت صراط و ترغيب بر تقوى و پرهيزكارى) است: (19) خداوند متعال براى بهره بردن شما (از شنوايى) دو گوش (قوّه سامعه) را آفريد تا آنچه را كه لازم است (و در زندگانى اجتماع بكار آيد) حفظ كنند، و (از ديدار) دو چشم (قوّه باصره) را قرار داد تا از تاريكى رها گرديده بينا شوند، و هر عضو (ظاهرى) را محتوى اعضاء (باطنه) گردانيد (هر عضوى در بر دارد اعضائى را مثل دست كه داراى رگ و خون و استخوان و مانند آنها است) و آن اعضاء را در تركيب صورت و دوامشان در جاهاى مناسب قرار داد با بدنهائى كه به تركيبهاى سودمند خود قائم و برقرارند، و با دلهايى كه (بعقل و تدبير) روزى آن بدنها را مى ‏طلبند (يا روزيهاى خود «علوم و معارف» را جلب مى‏ نمايند) در حالتى كه از منّتهاى نعمت بيكران او برخوردار بوده موجبات منّتهاى او بر شما هويدا است و با وسائلى كه مانع (بيماريها) است بنعمت عافيت و تندرستى از او متنعّم مى ‏باشيد، (20) و (نيز از نعمت‏ي هايى كه بشما عطاء فرموده آنست كه) مدّت عمر و زندگى را از شما پنهان داشته (نمى ‏دانيد كى مى ‏ميريد و اين ندانستن براى انتظام امور دنيوىّ بسيار سودمند است) و از آثار گذشتگان پيش از شما براى شما عبرتها باقى گذاشت از لذّت‏  

 ص191

و بهره ‏اى كه از دنيا بردند و از طول مدّت و فراخى كه قبل از گلوگير شدن ريسمان مرگ بآنها نصيب شده بود، پيش از رسيدن به آرزوها مرگ آنها را شتابان دريافت و ميان آنان و آرزوها (شان را) جدائى انداخت، و در هنگام تندرستى توشه ‏اى (براى آخرت) تهيه نكردند، و در اوّل زمان (جوانى و توانائى) عبرت نگرفتند (و زندگى خود را بيهوده بسر بردند) (21) آيا كسيكه در عنفوان جوانى و توانائى است انتظار مى ‏برد غير پيرى و خميدگى را و آيا كسي كه تندرست است غير بيماريهاى گوناگون را چشم براه است و آيا كسيكه باقى و برقرار است جز فناء و نيستى را منتظر است (خوشبخت كسيكه تا توانا و تندرست است فرصت را غنيمت شمرده در كار بشتابد) (22) با اينكه نزديك است دورى و جدائى (از دنيا) و انتقال و كوچ كردن (بآخرت) و لرزيدن از اضطراب و نگرانى درد مصيبت و سختى (جان كندن) و آب دهان فرو دادن از بسيارى غمّ و اندوه و چشم به اطراف داشتن براى درخواست فرياد رسى و يارى جستن از خدمتگزاران (يا فرزند زادگان) و خويشان و دوستان و همسران، (23) پس آيا خويشان (سختيهاى مرگ را) دفع ميكنند و آيا شيون آنها سودى دارد در حالتى كه در گورستان به گرو داده شده و در خوابگاه تنگ (قبر) تنها مانده است، (24)، گزنده ‏ها (مار و كژ دم و كرم و ديگر حيوانات) پوست تنش را پاره پاره كردند و سختيها تازگى او را پوسانيد و از بين برد، و بادهاى سخت آثارش را محو كرد، و مصائب دوران نشانه‏ هاى او را نابود نمود (پس در ميان قبر اثرى و در ميان مردم خبرى از او باقى نماند) و جسدها پس از طراوت و تازگى تغيير يافت و استخوانها بعد از توانائى پوسيده شد، و جانها در گرو بارهاى گران (گناه) بماند، و به اخبار غيب و ناديده (قبر و قيامت و حساب و بهشت و دوزخ كه در باره آن حيران و سرگردان بودند) يقين حاصل نمودند (و در آن هنگام) زياد كردن كردار نيكو را از ايشان نمى ‏طلبند و از بدى خطاهاشان رضاء و خوشنودى بدست نمى‏ آورند (زيرا دنيا جاى عمل است و آخرت دار جزاء، پس آنجا نمى ‏گويند به كردار نيك بيفزا تا از تقصير تو در گذريم و يا چون بسبب معصيت و نافرمانى از تو رنجيده‏ايم ما را خوشنود نما) (25) آيا شما پسران اين مردم و پدران و برادران و خويشان ايشان نيستيد كه از رويّه ايشان پيروى كرده بر مركب آنان سوار شده در راهى كه رفته‏ اند قدم مى ‏نهيد (26) پس دلها سخت است براى بدست آوردن نصيب و بهره خود و غافلست از هدايت و رستگارى،  

 ص192

و در غير مسير خويش (در راه معصيت و نافرمانى) راه مى ‏پيمايد، گويا مقصود (توجّه تكاليف الهيّه) بغير ايشان است و گويا هدايت و رستگارى آنان در گرد آوردن (متاع) دنيا است (نه براى تحصيل زاد و توشه آخرت).  

 ص193

قسمت پنجم خطبه (27) و بدانيد كه عبور شما بر صراط (پل دوزخ) است كه قدمها از لغزش بر آن لرزان و شخص دچار هول و ترس بسيار گردد، (28) پس اى بندگان خدا از خدا بترسيد مانند ترسيدن خردمندى كه فكر و انديشه (روز رستخيز) دل او را مشغول ساخته و خوف و ترس (از عذاب الهى) بدنش را رنجور نموده و عبادت و بندگى شب خواب اندك او را هم از دستش گرفته و اميد (به رحمت پروردگار) او را در وسط روزها (هنگام شدّت حرارت و گرمى) تشنه نگاه‏داشته (شب را بيدار است و روز را روزه دار) و بى علاقه‏گى بدنيا خواهش هاى نفس را از او باز داشته، و ذكر خدا به زبانش جارى است (هميشه بياد خدا است) (29) و ترس (از معصيت و نافرمانى) را براى در امان بودن (روز رستخيز) مقدّم داشته (در دنيا گناهى ننموده تا در قيامت بعذاب مبتلى نگردد) و از گفتار و كردارى كه او را از راه راست و آشكار باز دارد چشم پوشيده و براى رسيدن براه راست روشن (رضاء و خوشنودى خدا) كه مطلوبست در راستترين راهها سير كرده، (30) و فريب خوردن (از دنيا) كه بسيار مانع (از رستگارى) است او را (از عبادت و بندگى) باز نداشته و مشتبهات بر او پنهان نيست (در هيچ امرى نادان نباشد) مظفّر و خرسند است به شادى مژده (ببهشت) و به آسايش و خوشى بسيار در آسوده ترين خوابگاه خود (قبر) و ايمن تر روزش (قيامت) (31) از گذرگاه دنيا گذشته و ستوده شده و توشه آخرت را پيش فرستاده و خوشبخت گرديده و از ترس (خدا در راه حقّ) شتاب كرد، و در دنيا كه مهلتش دادند (براى عبادت و بندگى) سرعت نمود، و در طلب خوشنودى پروردگار شوق داشت، و براى گريختن (از عذاب الهى براه حقّ) رفت، و در امروز (دنيا) مراقب فردايش (آخرت) بود و آنچه كه در پيش داشت (حالات قبر و برزخ و قيامت) پيش از رحلت ديد، (32) پس بهشت بجهت ثواب و بخشش (براى نيكوكاران) كافى است (كارى كنيد كه جايگاه هميشگى شما آنجا باشد) و دوزخ بجهت عذاب و سختى (براى گناه كاران) بس است (كارى كنيد كه در آنجا قرار نگيريد) و كافى است كه خداوند (از بد كاران) انتقام كشد و (به نيكوكاران) مدد و يارى دهد، و بس است كه قرآن (در روز رستاخيز با كسانيكه از آن پيروى نكرده‏ اند) احتجاج نموده دشمن گردد.  

 ص194

قسمت ششم خطبه (33) وصيّت و سفارش من بشما پرهيزكارى است و ترس از خدا كه بوسيله آنچه ترسانده (عذاب و سختيهاى قيامت) جاى عذر باقى نگذاشته و بآنچه (قرآن كريم) واضح و آشكار نموده حجّت تمام كرده است، (34) و شما را از دشمنى (: شيطان) ترسانيده (در قرآن كريم س 2 ى 168 وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ يعنى جاى پاهاى شيطان گام ننهيد و از او پيروى نكنيد، زيرا او براى شما دشمن آشكار است) كه نفوذ ميكند در سينه‏ ها پنهانى و بصورت خير خواهى (براى گمراه نمودن) در گوشها سخن مى‏گويد، پس (پيرو خود را) گمراه كرده تباه مى‏ سازد، و (او را) وعده داده (و به هوسهاى بيجا) آرزومند مى‏ گرداند، و جرمهاى بد را (در نظر او) آرايش مى ‏دهد، و گناهان بزرگ هلاك كننده را آسان جلوه مى‏دهد، (35) تا آنكه بتدريج پيرو خويش را فريب داده مانند رهن و گرو در قيد و بند اطاعت خود در آورد (چنانكه رهن و گرو به ازاء مالى است كه تا داده نشود گرو مستردّ نگردد، پيرو شيطان تا به دستوراتش رفتار ننمايد دست از او بر نمى‏دارد آنگاه) آنچه (از خواهشها) كه زينت و آرايش داده بود انكار ميكند، و آنچه (گناهانى) كه آسان وا نموده بود بزرگ مى‏شمرد، و از آنچه كه (پيروان خود را) ايمن كرده بود مى‏ترساند (اين سخن اشاره است بآنچه خداوند در قرآن كريم س 8 ى 48 از او حكايت فرموده: وَ إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ، وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ، فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى‏ عَقِبَيْهِ، وَ قالَ إِنِّي بَرِي‏ءٌ مِنْكُمْ، إِنِّي أَرى‏  ص195 ما لا تَرَوْنَ، إِنِّي أَخافُ اللَّهَ، وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ يعنى آنگاه كه شيطان كردار مشركين قريش را براى رفتن بجنگ پيغمبر اكرم زينت و خوبى آنرا در نظر آنها جلوه داد و گفت: امروز از جهت توانائى و انبوهى لشگر هيچكس بر شما غالب نخواهد شد و من فرياد رس شما هستم، پس آنگاه كه آنان لشگر اسلام را در بدر ديده بهم نزديك شدند، شيطان برد و پاشنه پا يعنى بطور قهقرى باز گشته گفت: من از شما بيزارم، من مى‏بينم فرشتگان براى يارى مسلمين مى ‏آيند و شما نمى‏ بينيد، من از خدا مى‏ ترسم و عذاب خدا سخت است).  

 ص196

قسمتى هفتم از اين خطبه در كيفيّت آفرينش انسان است (و حالات او را در دنيا و قبر شرح داده و مردم را به عبرت گرفتن از گذشتگان ياد آورى و آنها را به توبه ترغيب مى ‏فرمايد): (شما را از فريب شيطان آگاه ساختم، اكنون) (36) آيا شما را به چگونگى خلقت انسان ياد آورى نمايم كه خداوند او را در تاريكى رحمها (بچه دانها) و پرده ‏ها كه (براى او) مانند غلاف بود بيافريد (رحمها اشاره است به رحم و شكم و مشيمة كه پرده‏ايست بچه با آن بدنيا مى ‏آيد) از نطفه ريخته شده‏  

 ص197

و خون بسته گرديده ناقص، پس در شكم بچه شد بعد كودك شير خواره و از شير گرفته تا بسنّ احتلام رسيد، (37) پس او را قلب حفظ كنند (عقل) و زبان گويا و چشم بينا بخشيد براى اينكه بفهمد و (از گذشتگان) عبرت گيرد و از معصيت و نافرمانى خوددارى و دورى نمايد، تا اينكه بحدّ كمال رسيده قدّ راست كرد و كبر و غرور بر او مستولى شده فرار كرد (از خدا و رسول پيروى ننمود) و گمراه شده (در راه غير مستقيم قدم نهاده از گفتار و كردار ناپسنديده) بى باك بود، بطوري كه هوا و هوس خود را در دلو بزرگ (از چاه ضلالت و گمراهى بيرون) مى‏كشد (مانند كسيكه از بالاى چاه بوسيله دلو آب بيرون مى‏آورد) براى رسيدن به خوشيها و حاجتهاى دنياى خود سعى و كوشش بسيار دارد، (38) و باور ندارد كه ناكامى و بلائى باو رخ نمايد و از هيچ گناهى باك ندارد، پس در غفلت و نادانى و ضلالت و گمراهى مرد بعد از آنكه در لغزش و خطاى خويش اندك زمانى (در دنيا) زيسته بود و در مقابل نعمت‏هايى كه خداوند باو بخشيده (براى آخرت) عوض و سودى نبرد، و آنچه بر او واجب بود بجا نياورد، (39) پس در اواخر سركشى و پيروى از هواى نفس و هنگام خوشحالى اندوههاى مرگ او را فرا گرفت و با دردهاى سخت و بيماري هاى گوناگون كه بحران آن در شب است حيران و سرگردان روز را بشب مى‏آمد و شب را تا بروز بيدار بود، (40) در حالتى كه برادر غم خوار و پدر مهربان و همسرى كه از بى صبرى واى واى مى‏گفت و دختر (يا مادر) كه از اضطراب و نگرانى به سينه مى‏زد، در اطراف او بودند و آن مرد در بيهوشى جان كندن كه او را بخود مشغول داشت در غمّ و اندوه بسيار و ناله دردناك و جان دادن با سختى و رفتن از دنيا از روى رنج مبتلى بود،  (41) پس (از مردن) در كفنها پيچيده ميشود در حالت نوميدى و (بسوى قبر) كشيده در حالتى كه فرمانبردار و آرام است (چون كارى از او بر نمى‏آيد) بعد او را روى تخته‏هاى تابوت مى ‏اندازند وا مانده و از حال رفته مانند شتر از سفر باز گشته و رنجور كه از جهت بيمارى لاغر گرديده است، (پس از آن) فرزندان خدمتگزار و برادران گرد آمده او را به دوش مى‏كشند (و مى ‏برند) تا خانه غربت و بى ‏كسى (قبر) جائيكه ديگر ملاقات نخواهد شد (42) و چون تشييع كننده ‏ها و مصيبت ديده‏ها (از گورستان) باز گردند او را در قبر مى ‏نشانند در حالتى كه‏  

 ص198

از وحشت و ترس سؤال (نكير و منكر) و لغزش در امتحان آهسته سخن مى‏گويد (زيرا از ترس بر بلند سخن گفتن توانائى ندارد، يا آنكه از هول امتحان و سؤال، با خدا راز مى‏گويد كه پروردگارا مرا بدنيا باز گردان تا كار نيكو انجام دهم) و بزرگترين بليّه در آنجا آب گرم نازل شده و وارد كردن به دوزخ و هيجان و شدّت صداى آتش است، (43) در عذاب سستى نيست تا او را راحتى دهد و نه آسايشى كه رنج را بر طرف سازد و نه قوّت و طاقتى دارد كه از آن مانع گردد و نه مرگى كه او را (از اين سختى) بره اند، و نه چشم بر هم زدن و خواب اندكى كه اندوهش را بزدايد، بين انواع مرگها (دردهاى سخت) و عذابهاى پى در پى مبتلى است، ما (از اين عذابها) بخدا پناه مى‏بريم (و رهائى از آن گرفتاري ها را از او درخواست مى ‏نماييم).  ص199 قسمت نهم خطبه (44) بندگان خدا، كجا هستند كساني كه خداوند بآنها عمر و زندگى عطاء فرمود و به نعمت هاى خود آنان را متنعّم نمود، و آنچه بايد بدانند بآنها آموخت بطوريكه فهميدند، و بآنان مهلت داد و ايشان در بازى و بيهودگى فرصت را از دست دادند، و در تندرستى و رفاه بودند (عطاهاى خدا را) فراموش كردند آنها را مدّتى دراز مهلت دادند و بايشان احسان و نيكوئى كرده از عذاب دردناك ترسانيدندشان، و به نعمتهاى بزرگ وعده داده شدند (و آنان از خواب غفلت بيدار نگشتند) (45) از گناهانى كه (ارتكاب آنها) هلاك و تباه مى ‏سازد و از عيب هايى كه (خدا را) بغضب و خشم مى ‏آورد دورى كنيد (تا رستگار گرديد). (46) اى دارندگان ديده‏ هاى بينا و گوشهاى شنوا و تن درست و كالاى دنيا (مال و اولاد) آيا هيچ جاى گريز يا رهائى يا پناه گاه يا تكيه گاه يا جاى فرار و باز گشتى (از عذاب الهى) هست يا نيست‏  چگونه (از فرمان خدا) باز گشته به كجا باز گرديده بچه چيز فريفته مى ‏شويد (47) بهره هر يك از شما از زمين باندازه درازى و پهناى قامت او است با رخسار خاك آلوده (آنگاه كه زير خاك پنهان گردد، پس اين همه رنج و كوشش براى بدست آوردن خانه‏ها و آباديها چه سودى دارد) (48) اكنون اى بندگان خدا فرصت را غنيمت شمريد تا وقتى كه ريسمان (مرگ) رها است و گلوى شما را نگرفته و روح در بدن شما مى ‏باشد در حينى كه موقع هدايت و رستگارى است و بدنها راحت و اجتماع فراوان و مهلت زندگانى و اراده و اختيار بر قرار و موقع توبه و بازگشت و مجال انجام حاجت و نيازمندى باقى است، (49)  

 ص200

پيش از رفتن فرصت و قرار در جاى تنگ (قبر) و ترس از نابودى و بيرون شدن جان از بدن و رسيدن غائب ناديده (مرگ) كه در انتظار آن مى ‏باشند و گرفتار (عذاب) خداى غالب و توانا گرديدن. (سيّد رضىّ فرمايد:) در خبر وارد شده است چون امام عليه السّلام اين خطبه را بيان فرمود بدنها به لرزه در آمد و چشمها گريان گرديد و دلها مضطرب و نگران شد. و جماعتى اين خطبه را خطبه غرّاء (نورانى و برجسته) مى‏ نامند.